اين شباب الاسلام

إليك أيها الشاب المسلم أوجه هذه الكلمات القوية .. وليس الهدف من ذلك مجرد كلمات للاستهلاك النثري ثم النسيان .. فأنت في حاجة شديدة إلى ضربة قوية وقوية جداً في مكامن الإحساس لديك .. وبالدرجة التي تعيدك إلى رشدك .. وتيقظ مكامن الشعور والهمة والغيرة عندك ..
فأنت ليس مكانك هو ذلك المكان الذي أنت فيه الآن .. ورسالتك ليست هي نفس رسالة غيرك من شباب العالم .. فأنت عليك واجب اكبر وأسمى .. وعليك رسالة عظيمة أنت مكلف بتبليغها ونشرها .. واجب أنت نسيته وتناسيته.. وعزتك وشموخك ونجاتك في أداء تلك الرسالة .. وكل الخير فيها من قضاء الليل بطوله في تصفح مواقع النـت .
حال الأمة الإسلامية اليوم حال أنت وأمثالك كانوا سبباً في ضعفه وانعزاله وهوانه في أعين الأعداء .. يبكي العالم الإسلامي اليوم عن وضع القدس الشريف .. وكيف أن أعداء الإسلام يمنعون المسلمين من دخول المسجد وأداء الصلاة فيه .. وشباب من أمثالكم واعماركم واصغر منكم من اليهود يمسكون البنادق ويقفون عند مخارج الأقصى ليمنعوا المصلين .. أما أنت وأمثالك من الشباب فقد انشغلوا بالشهوات وثقافة الغناء والكرة ..
وحتى إذا قال أحدنا في لحظة غيرة إنني سوف أبدأ في العودة إلى صفوف الشرف والنضال والتوبة .. والذود عن الدين والدفاع عن الرسالة .. نراك قد قلتها في لحظة صحوة ثم عدت إلى تيهك الأول !! . فأنت مثل الذي يضرب به المثل في القول أكثر من العمل .. وذلك المثل يحكي عن رجل مزارع عنده أرضه الخاصة به .. وفي موسم الزراعة بدأ كل مزارع في حرث الأرض وتنظيفها وزراعتها وسقيها .. أما هو فكان يومياَ يسرج حماره بسرج جميل ثم يأتي إلى موقع الأرض .. ويقف في حافة الحقل بحماره ثم ينظر إلى نهاية الحقل ثم يشير بذقنه وهو ما زال فوق سرجه ويقول ( لا توجد مشكلة غداً سوف احضر وابدأ بالحفر والحرث والزرع من هناك من عند تلك الشجرة في نهاية الحقل وحتى هنا عند موقع قدم الحمار !! ) ثم يعود أدراجه إلى بيته .. وهكذا يفعل يومياً .. حتى نهاية الموسم الزراعي .. وفي النهاية هو لم يفعل شيئاَ سواء الإشارة بذقنه !! وأنت حالك نفس الحال توعد وتتواعد بأنك سوف تلقن الأعداء الدروس تلو الدروس ولكنك تعود إلى تلك الشاشات وتفر وتهرب من واجبك !! .. إذا كان هذا هو حال الكثيرين من أبناء المسلمين في مشارق الأرض وغربها فكيف لا تكون الأمة الإسلامية في وضع تنازع فيه الروح والأعداء يتكالبون عليها .. وصدق المثل الذي يقول ( إذا ضعف الأسد وهزل يصبح ملطشة للقرود !! ).