غار حراء.. جبله يشرف على مكة المكرمة وأساس الكعبة بني من حجارته
فيه نزل الوحي وتعبد خاتم الأنبياء
الرياض: مشعل الهرسان
يخلط الكثيرون بين غار حراء وغار ثور، فغار حراء هو الغار الذي كان يتعبد فيه محمد «صلى الله عليه وسلم» كل ليلة قبل أن ينزل عليه الوحي، وهو مكان نزول الوحي الأول عليه، وفيه نزلت أول آية من القرآن (اقرأ باسم ربك الذي خلق) على محمد بن عبد الله، وفيه هبط جبريل عليه السلام.ويقع غار حراء على قمة جبل حراء شمال شرق مكة المكرمة، على يسار الذاهب إلى عرفات، ويطل على طريق العدل، ويبعد تقريباً أربعة كيلومترات عن الحرم الشريف.وجبل حراء له أسماء عديدة منها جبل القرآن، وجبل الإسلام، ولكنه يعرف حالياً بجبل النور، وسمي بهذا الاسم لظهور أنوار النبوة فيه، فقد كان النبي «صلى الله عليه وسلم» «يتعبد فيه قبل البعثة. يصل ارتفاع جبل حراء إلى 642 متراً، ولكنه شاق على من يصعده حيث يصبح انحدار الجبل شديداً من ارتفاع 380 متراً حتى يصل إلى ارتفاع 500 متر، ثم يستمر بانحدار قائم الزاوية تقريباً إلى قمة الجبل في شكل جرف، وتبلغ مساحته 5.25 كم مربع.
ويمتاز جبل حراء عن بقية الجبال بأن الأساس القديم للكعبة كان من حجارته، بالإضافة إلى أن الرسول «صلى الله عليه وسلم» كان يتعبد فيه قبل البعثة وكانت بداية نزول الوحي ووقوف جبريل عليه السلام بالغار الموجود فيه، ويستطيع الواقف على هذا الجبل أن يرى مكة وأبنيتها بوضوح، كما يستطيع رؤية كثير من جبالها كجبل ثور وجبل ثبير.
وأشارت مصادر تاريخية إلى أنه لا يوجد جبل بمكة ولا بالحجاز ولا بالدنيا كلها يشبه جبل حراء، فهو فريد الشكل والصورة إذ أن قمته تشبه الطربوش الذي يلبس على الرأس أو كسنام الجمل، أو كالقبة الملساء.
ويقع غار حراء على اليسار من قمة جبل حراء وهو عبارة عن فجوة بابها باتجاه الشمال، طوله أربع أذرع، وعرضة ذراع وثلاثة أرباع الذراع، والداخل للغار يكون متجهاً للكعبة مباشرة، ويتسع الغار لخمسة أشخاص جلوساً وارتفاعه قامة متوسطة.
وتتفق كثير من المصادر التاريخية على أن نزول الوحي على رسول الله «صلى الله عليه وسلم» كان في شهر رمضان من السنة الثالثة لعزلته في غار حراء، وتحديداً في مساء يوم الاثنين 21 من شهر رمضان ويوافق 10 من أغسطس (آب) سنة 610 م، وكان عمره «صلى الله عليه وسلم» أربعين سنة قمرية وستة أشهر و12 يوماً أي ما يوافق 39 سنة شمسية وثلاثة أشهر و12 يوماً.
وفي مساء ذلك اليوم، وبينما كان الرسول الكريم يتفكّر في خلق السماوات والأرض، أنزل الله تعالى عليه الملك جبريل، وقال للرسول: «اقرأ» وكررها عليه مراراً، حتى نزلت سورة «اقرأ» وكانت هذه السورة أوّل ما نزل من القرآن الكريم.
تحياتي عاشق الحضري( احمد هلال)