حقوق الوالدين .
بسم الله الرحمن الرحيم
نصيحة و وصية
أنظر لهذه الصورة العجيبة للأب وهو محدب الظهر، قليل الصبر، قد شاب رأسه ولحيته.
وصورة الأم وهي شمطاء الرأس ، فقد دنت من القبر، وأصبحت تتلهف علي شبابها وصباها الذي أنفقته في تربية هذا الابن ، فلما ترعرع وقوي ظهره واشتد ساعده كان نكالاً وغضباً ونكداً علي والديه.
( إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفّ)(الاسراء: الآية23)، حتى كلمة أف على صغرها عند الناس لا تقال للوالدين.
فقل لي بالله أيهما أعظم، حق كلمة أف أم الذين جحدوا حق الوالدين وعقوهما وجعلوا جزاءهما السب والشتم والغلظة والنكال والقطيعة؟
حتى أنه وجد في المجتمع من يعيش في الفلل والشقق البهية، ويركب المراكب الواطية ويأكل الموائد الشهية، ووالده في فقر وفي حاجة ملحة وفي ضنك لا يعلمه إلا الله.
أي قلوب هذه القلوب؟
وأي أرواح هذه الأرواح؟
وقد بكت العرب في جاهليتها وإسلامها العقوق، وتوجعت واشتكت إلى بارئها منه.
في الأدب والسير ، أن أعرابياً وفد على الخليفة وهو يبكي.
قال الخليفة: ما لك؟
قال : اصبت بأعظم من مصيبة المال.
قال: ما قصدك؟
قال: ربيت ولدي، سهرت ونام،واشبعته وجعت، وتعبت وارتاح، فلما كبر وأصابني الدهر واحدودب ظهري من الأيام والليالي تغمط حقي، ثم بكى وقال:
وربيته حتى تركته أخا القوم++++++++++++++++++++ واستنغنى عن الطر شاربه
تغمط حقي ظالماً ولوى يدي++++++++++++++++ لوى الله يده الذي هو غالبه
قيل : فلويت يد الابن وأصبحت وراء ظهره.
وأسأل الله عز وجل أن يوفقنا على البر بوالدينا والناس أجمعين
تحياتي (احمد هلال) عاشق الحضري