الخبراء: بكتيريا الفسيخ قاتلة و الرنجة أقل خطورة و الطازجة أفضل
في عيد الربيع
الأسماك الطازجة تطرد المملحة من المائدة!
الأسماك الملوثة تؤدي إلي زغللة العين وصعوبة البلع وشلل الجهاز التنفسي
الاثنين عيد الربيع أو شم النسيم.. يحتفل به المصريون كل عام ومنذ عصور الفراعنة, ويلجأون فيه إلي ممارسة عادة غذائية خطيرة تتمثل في أكل الأسماك المملحة.
كان ذلك أمرا صحيا في العصور القديمة لكن مع زيادة درجة حرارة الجو وارتفاع نسبة التلوث زادت احتمالات تعرض الأسماك المملحة للفساد, والاحتواء علي بكتيريا تلحق أبلغ الضرر بالجهاز التنفسي, وتؤدي إلي صعوبة البلغ وزغللة العين وربما الشلل.
من هنا يحذر الخبراء والمختصون في التحقيق التالي من خطورة تناول الفسيخ والرنجة في هذا اليوم, وينصحون باللجوء إلي الأسماك الطازجة, مشيرين إلي أنه عند الضرورة يجب استخدام الليمون بكميات كبيرة علي الأسماك المملحة, مع التأكد من خلوها من التلوث.
لشم النسيم طعامه التقليدي المفضل وما ارتبط به من عادات وتقاليد أصبحت جزءا لا يتجزأ من الاحتفال به والطابع المميز له وهي الأسماك المملحة والبصل والخس والملانة.
ويحتل الفسيخ والأسماك المملحة بصفة عامة مكانة كبيرة علي مائدة شم النسيم عند قدماء المصريين إذ يعبر عالم الأسماك عن سر الخلق والحياة المتجددة عبر ينابيع المياه( أصل الحياة), ومازالت تلك العادة الفرعونية تفرض نفسها علي المائدة المصرية حتي اليوم علي الرغم من المخاطر العديدة التي أصبحت تهدد صحة المواطن من تناول تلك الوجبة نتيجة تغير ظروف البيئة والطقس وأيضا لاختلاف طريقة تصنيع تلك الأسماك.
هذا ما تؤكده الدكتورة وفاء عطا وكيل وزارة الصحة لشئون المعامل قائلة: لا شك في أن الأسماك المملحة من أخطر أنواع الأغذية التي يمكن أن تسبب مشكلات صحية كثيرة للإنسان بصفة عامة حتي وإن كانت مطابقة للمواصفات فهي تؤدي إلي ارتفاع كبير في الضغط خاصة بالنسبة لمن يعانون مشكلات في الضغط.
كما تكمن خطورتها ـ كما تقول ـ في أن أي فساد أو تلوث بها لا يبدو علي مظهرها أو خواصها الطبيعية لأن طبيعة رائحتها نفاذة يمكن أن تغطي علي أي فساد بها, كما أن عملية تصنيعها يمكن أن تخفي أي تلف لا يظهر بالعين المجردة للمستهلك.
وتتابع: هذا ما نلمسه بأنفسنا من خلال نتائج الفحوص المعملية التي نجريها علي عينات الأسماك المملحة بمختلف أنواعها التي يتم جمعها من خلال الحملات التفتيشية المفاجئة التي تقوم بها إدارة مراقبة الأغذية بوزارة الصحة بمساعدة مباحث التموين علي جميع أماكن تصنيع وبيع تلك الأسماك طوال العام, ويتم تكثيف هذه الحملات في الفترة السابقة للاحتفال بعيد شم النسيم للتأكد من سلامتها وخلوها تماما من أي تلوث أو سموم وأنها صالحة للاستهلاك الآدمي.
وتوضح أنه يتم إرسال تلك العينات العشوائية إلي معامل وزارة الصحة للقيام بفحصها فحصا معمليا دقيقا بأحدث الأجهزة التي تكشف عن أي نوع من السموم أو البكتيريا الضارة علي صحة الإنسان أو أي نوع من أنواع الغش التجاري مثل استخدام الألوان الصناعية لتبدو تلك الأسماك طازجة خاصة بالنسبة للرنجة أو تمليحها بملح غير صالح للاستخدام الآدمي.
وللأسف الشديد فإننا كثيرا ما نجد نسبة كبيرة من تلك العينات العشوائية مصابة بأنواع عديدة من التلوث الضارة بصحة الإنسان وبالطبع تتم مصادرة وإعدام جميع الكميات الموجودة بهذا المكان الذي تم أخذ العينة العشوائية منه.
احذروا الفسيخ
وتحذر الدكتورة وفاء عطا بشدة من تناول الفسيخ بصفة خاصة لخطورته الشديدة قائلة إنه من أخطر أنواع الأسماك المملحة الفسيخ لأن عملية تصنيعه نفسها هي التي تساعد علي نمو البكتيريا اللاهوائية الخطيرة للغاية حيث إنها تترك حتي تفسد ثم يتم تمليحها وتصنيعها مما يساعد علي نمو هذا النوع من البكتيريا القاتلة بها التي تؤدي إلي الوفاة خلال ساعات قليلة لأنها تؤثر علي الجهاز العصبي والتنفسي معا وتصيب الجهاز التنفسي بالشلل.
ولتفادي تلك الأضرار الصحية العديدة والخطيرة تؤكد الدكتورة وفاء ضرورة شراء تلك الأسماك من محال معروفة والابتعاد عن محال منتجات بئر السلم غير المرخصة في حالة الإصرار علي تناول تلك الأسماك.
كما يفضل تناول الرنجة ـ كما تقول ـ مؤكدة أنها أقل خطورة من الأسماك المملحة الأخري لأنها تتعرض للحرارة قبل تناولها لكن أيضا قد تكون بها ديدان تظهر بوضوح بالعين المجردة بين شقي البطارخ لذلك يجب فحصها جيدا قبل تناولها وأيضا تعرضها للنار بطريقة تجعلها تتغلغل في أنسجة الرنجة من الداخل ويجب ان تكون من نوعيات جيدة موضحا عليها بيانات وتاريخ صلاحيتها.
وبصفة عامة ـ تواصل الحديث ـ يجب استخدام الليمون بكميات كبيرة علي الأسماك المملحة وتناولها إذا لزم الأمر بكميات بسيطة للغاية للوقاية من أضرارها الصحية بصفة عامة.
أعراض التسمم
وعن أهم أعراض حالات التسمم بالسموم التي تعززها البكتيريا اللاهوائية وغيرها من السموم التي تصيب الإنسان نتيجة تناول الأسماوك المملحة الفاسدة أو الملوثة, تقول الدكتورة هدي أبو يوسف أستاذ الصدر والحساسية بكلية طب قصر العيني إنه بالرغم من أن تناول الفسيخ والأسماك المملحة من الأطعمة التقليدية التي ارتبطت ارتباطا وثيقا بالاحتفال بعيد شم النسيم منذ أيام الفراعنة لاعتقادهم بأنها تقي من أمراض الربيع لكن الظروف الآن اختلفت اختلافا كبيرا وأصبح التلوث وشدة حرارة الجو يساعد ان كثيرا علي نمو البكتيريا السامة وغيرها من السموم القاتلة بتلك الأسماك المملحة التي من أخطرها البكتيريا اللاهوائية و من أهم أعراض الإصابة بهذا النوع من التسمم الشعور بضيق شديد في التنفس حيث إنه يصيب الجهاز التنفسي بالشلل كما يؤثر علي الجهاز العصبي, ويؤدي إلي ضعف في البلع, وزغللة في العين.
وتبدأ تلك الأعراض ـ توضح ـ في الظهور بعد تناول وجبة الأسماك المملحة بساعات قليلة حسب الكمية التي تم تناولها, وفي حالة شعور أي شخص ببداية تلك الأعراض يجب عليه التوجه فورا إلي أقرب مستشفي لأخذ المصل المضاد لتلك السموم وإجراء الإسعافات السريعة اللازمة له وغالبا ما تحتاج الإصابة بتلك الحالات من التسمم إلي وضع المصاب علي جهاز تنفس صناعي حتي يتم إنقاذه.
وتضيف الدكتورة هدي قائلة: حتي نتفادي تلك المخاطر الصحية ويمر عيد شم النسيم بسلام يفضل أن يكتفي المواطنون بتناول الأسماك الطازجة أو الرنجة الأقل خطورة وإذا لزم الأمر يكتفي بتناول كمية قليلة جدا من تلك الأسماك المملحة بشرط شرائها من محال مضمونة تحت إشراف صحي معلق بها شهادة من وزارة الصحة, وأيضا استخدام كمية كبيرة من الليمون بها قبل تناولها للوقاية من أضرارها الصحية التي نحن في غني عنها.