[]
د. محمد عودة: الفحوص الشاملة مهمة للحفاظ على صحة القلب واكتشاف الأمراض مبكراً
- - 16/03/1429هـ
شهدت السنوات القليلة الماضية تقدماً طبياً كبيراً في علاج أمراض القلب بالأدوية وكذلك تطورت العلاجات الجراحية الحديثة والفعالة التي أوجدتها التقنيات الحديثة بالإضافة إلى أجهزة التشخيص الدقيقة، ولخطورة هذه الأمراض على حياة الإنسان وارتفاع نسبة الوفيات في العالم بسببها فقد التقينا الدكتور محمد هيثم عودة استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية في مركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي لنحاوره حول هذا الموضوع.
د. عودة.. نعلم أن الذبحة الصدرية من أبرز المخاطر على الإنسان فكيف يمكن تجنبها؟
الذبحة الصدرية هي انسداد مفاجئ لأحد الشرايين التاجية المغذية للقلب وعادة ما يكون نتيجة لتصلب الشرايين، حيث يحدث انكسار في الجزء المتصلب داخل الشريان وتصبح الصفائح الدموية تتعامل معها وكأنها جرح وذلك بتجمعها في مكان التصلب وتكون خثرة، هذه الخثرة تتسبب في انسداد الشريان تماماً ليتوقف الدم عن الوصول إلى جزء من عضلة القلب مسبباً موت الخلايا، وإنسداد الشرايين يحدث فجأة ولكن موت الخلايا لا يحدث في خلال دقائق أو حتى ساعات فعضلة القلب تستطيع أن تعيش لفترة معينة دون وصول الدم إليها تصل إلى 6 ساعات بعدها تموت الخلايا المغذاة من هذا الشريان، ومن هنا أشير إلى أهمية تطبيق الطب الوقائي بقدر الإمكان لأن الطب العلاجي أقل فائدة حينما يطبق فيجب على المرضى الحصول على مشورة الطبيب في مرحلة مبكرة من حدوث خناق الصدر، حيث يستطيع الطبيب عمل أشياء كثيرة منها إعطاء مضادات التخثر وموسعات الأوعية والدعامات وعمليات إعادة التروية بالشرايين والأوردة الإضافية.
الأصحاء مطالبون أيضاً بالفحوص حسب أعمارهم
لاشك أن ضغوطات العمل لها اَثارها النفسية السلبية على الإنسان فكيف يمكن تخفيف تلك الآثار على القلب؟
هذا صحيح وبما أننا نفترض عدم القدرة على تجنب هذه الضغوط فإن الطريقة الأمثل لتخفيف آثارها السلبية في القلب هي محاولة تجنب عوامل الخطورة (Risk Factors) الممكن إصلاحها لكي يكون التحمل للضغوط أفضل، ويكون ذلك بالامتناع عن التدخين وهو من أهم عوامل الخطورة وأسوئها وكذلك الامتناع عن المشروبات الكحولية وممارسة الرياضة اليومية (خاصة المشي) بمعدل نصف ساعة يومياً على الأقل، والأشخاص الذين لديهم مرض الضغط أو الداء السكري يجب أن يكونوا تحت العلاج والحمية اللتين تساعدان في المحافظة على معايير المرض تحت السيطرة، كما يجب على الأشخاص الأصحاء أن يخصصوا جزءاً لصحتهم بالكشف المبكر عن الأمراض من خلال إجراء الفحوص الشاملة الدورية حسب عمرهم والتي تتمثل في إجراء فحوص دم شاملة للسكر والكوليسترول والدهون وإجراء أشعة للصدر وتخطيط للقلب بالراحة ومع الجهد خاصة أنه من أهم الفحوص لاكتشاف تضيق الشرايين المبكر، وكذلك تصوير القلب بالأمواج فوق الصوتية لاكتشاف أي مرض وغيرها من الفحوص حسب الحاجة.
وهل يكون لهذه الفحوص تلك الأهمية في المحافظة على صحة القلب؟
إن إكتشاف ارتفاع الدهون والكوليسترول في فترة مبكرة والبدء بالحمية أو العلاج هو من أهم عوامل الحفاظ على صحة القلب، كذلك الداء السكري كثير الحدوث أيضاً فعلاجه واتباع الحمية والسيطرة عليه يساعد كثيراً في الحفاظ على الشرايين والكلى والعين من الاختلاطات الكثيرة المرافقة له، ومن فوائد الفحوص الشاملة أيضا اكتشاف مرض ارتفاع الضغط والبدء بعلاجه دوائياً واتباع الحمية المناسبة له وإبقائه تحت السيطرة، فهو من أهم أسباب حدوث جلطات القلب والشرايين وهبوط القلب وكذلك فإن حالات الارتفاع المفاجئ للضغط عند الضغوط النفسية والتوترات قد تؤدي إلى حدوث جلطات الدماغ أو النزوف الدماغية المسببة للشلل.
العلاج الوقائي للأصحاء باستشارة الطبيب
ماذا عن العلاجات الوقائية التي يمكنها أن تساعد على الوقاية من أمراض القلب؟
إذا كان الشخص ممن يزيد عمره على 45 سنة ولديه سوابق عائلية أو داء سكري وارتفاع بسيط في الكوليسترول ولا يوجد لديه مضاد استطباب لأخذ الأسبرين فإننا ننصحه بأخذ جرعة يومية صغيرة من الأسبرين 80 ملجم، وكذلك إذا كان لديه ارتفاع في شحوم الدم فإننا ننصحه بأخذ حبة لتخفيض الكوليسترول من نوع STATINES لثبوت فائدتها في تخفيض نسبة الأمراض والوفيات وللوقاية من تجلط الشرايين بإذن الله مع ضرورة استشارة ومتابعة الطبيب.
ما الإجراءات الفورية التي يجب اتباعها في حال أصيب شخص بجلطة مفاجئة؟
في حال إصابة شخص ما بجلطة مفاجئة في شرايين القلب فأهم ما يجب عمله هو نقله بأقصى سرعة إلى أقرب مستشفى متخصص في أمراض القلب ليكشف عليه إستشاري القلب، وأن يأخذ مباشرة ثلاث حبات أسبرين أطفال (100 ملجم) ويمضغها وكذلك حبة موسعة للشرايين من نوع Isordil 5 ملجم تحت اللسان وإن يوفر له الأكسجين بإعطائه ثلاثة ليترات مع وضعه بحالة الراحة ريثما يتم نقله إلى المستشفى، فسرعة نقله إلى المركز المتخصص من أهم عوامل نجاح العلاج الحديث والمتطور الذي يبنى على إعطائه مذيبات الخثرة في الوريد أو محاولة فتح الشريان بالقسطرة ووضع دعامة خلال الساعة الأولى، وبذلك نكون بإذن الله قد حافظنا على صحة عضلة القلب وهذا هو جوهر العلاج.
على رجل الأعمال الاحتفاظ بتقاريره الطبية خلال سفره
رجال الأعمال من أكثر الفئات عرضة للضغوط بجانب كثرة أسفارهم فماهي التعليمات التي يجب عليهم اتباعها؟
إذا كان رجل الأعمال ممن يعرف بإصابته بمرض في القلب فيجب عليه الأخذ بعدة وصايا أثناء سفره أولها متابعة نظام الطعام والحمية الخاصة به إذا كان من دون ملح أو دون دسم وتجنب الوجبات الثقيلة الدسمة مع عدم الإخلال بالحمية قليلة السكريات مثلاً، كما يجب عدم نسيان أدويته خلال السفر فهي أساسية ويجب أن تؤخذ بمواعيدها حتى إن كانت خلال الاجتماعات فالصحة أولاً، ويجب ألا ينسينا العمل تناول العلاجات مع الحرص على أخذ كمية تكفي وتزيد من العلاج خلال فترة السفر حيث يخشى من عدم توافر نوع معين من الدواء في بلد ما، ويجب أيضاً تنظيم مواعيد العمل والسهر والنوم وإعطاء كل شيء حقه مع الحرص على أن يصحب معه صورة كاملة عن التقارير الطبية الخاصة به وآخر تحليل دم مع توصيات أطبائه الخصوصيين، وأن يستعلم عن مكان واسم أفضل المستشفيات والأطباء المختصين في مرضه في البلاد المسافر إليها، بالإضافة إلى أن كثرة أسفار رجال الأعمال الدائمة بالطائرات تفرض عليهم أن يركبوا في الدرجة الأولى أو درجة رجال الأعمال في الطائرات حيث إنها أكثر راحة لهم، خاصة بوجود إمكانية التمدد ورفع الساقين ففي ذلك تخفيف لنسبة تعرضهم لجلطات أوردة الساقين ويجب أن يحرصوا أيضاً على كثرة تناول الماء خلال السفر مع تناول علاجاتهم بانتظام، ويجب على مريض القلب أيضاً قبل كل هذا أن يأخذ إذن بالسفر من طبيبه الخاص وتوصياته بشأن حالته فلكل شخص توصيات معينة وذلك حسب مرضه.