emmy_ايمان ابراهيم
عدد المساهمات : 318 تاريخ التسجيل : 29/08/2009 العمر : 29
| موضوع: الفجوه الرقميه السبت أبريل 17, 2010 3:02 am | |
| [center] المقدمة[/center] اذا كان العالم شهد من قبل عصورا مختلفة مثل النهضة الصناعية و التكتلات الاقتصادية و الاقليمية فان المجتمع العالمى يدخل الآن فيما يطلق عليه العصر الرقمى أو ال digital age حيث تحظى فيه المعلومات بأهمية قصوى، فقد وصفت الثورة المعلوماتية بالموجة التطورية الثالثة لما لها من تأثير على التنمية و تحقيق التطور داخل المجتمعات الانسانية . فقد أصبح معيار التقدم و الغنى لأى اقليم فى العالم لا يحكمه فقط حجم الصادرات و الواردات أو قوة العملة المحلية بقدر ما أصبح معيار التقدم يعكس مقدرة هذا الاقليم على اللحاق بركب ثورة المعلومات و فهم جوهر حتميتها . كما أصبحت الفجوة الاقتصادية المتعارف عليها محدودة الابعاد أمام الفجوة الرقمية التى لا توجد فقط بين الشمال و الجنوب و لكن قد توجد داخل الاقليم او البلد الواحد بسبب عدم تدفق المعلومات بشكل كاف فيه . والمشكلة الرئيسية الخاصة بمجتمع المعلومات هى سوء توزيعهاعلى المستوى الدولى أو الوطنى حيث يهيمن عدد قليل من الدول الصناعية المتقدمة على تكنولوجيا المعلومات مما يزيد الهوة بين امكانيات الدول المتقدمة و الدول النامية فى مجال انتاج المعلومات و نشرها، فضلا عن افتقارها للطاقات البشرية المؤهلة للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة . وهذا ما اعترفت به الامم المتحدة فى تقاريرها بأن الفجوة فى تكنولوجيا المعلومات بين الدول النامية و المتقدمة آخذة فى الاتساع و أن هناك خللا عميقا فى توزيع الموارد و الفرص بين الشمال الغنى و الجنوب الفقير ، و دعت جميع منظماتها لمساعدة الدول النامية لكى تخرج من هذا الواقع المفزع . ومن هذا التقدم و التسارع فى عصر التكنولوجيا الذى يسود العالم نقف فى هذا المقال عند موقع الدول العربية منه وواقع الحال بالنسبة للمسافة التى تباعدنا عن هذا الركب و كيفية اللحاق به . فقد كشف المحللون أن موقعنا العربى من التقدم التكنولوجى متأخر جدا، و حتما تدل هذه المؤشرات على فجوات كبيرة لعالمنا العربى بالنسبة لدول العالم . بما يحتم ضرورة قرع جرس الانذار لحصر هذه المشكلة الكبرى فى عالمنا العربى وتحديد موقعه من التسارع الرقمى المستمر بالعالم . وتأتى أهمية تناول موضوع الفجوة الرقمية فى هذا البحث لأسباب رئيسية أهمها أنه يفتح الباب للحديث عن التنمية الاجتماعية من زاوية نظر شاملة، وكذلك يفتح الباب للحديث عن مشكلات العولمة و مساعى النموذج الليبرالى الرأسمالى للهيمنة على العالم . وذلك فضلا عن تحول الاقتصاد المحلى نحو العولمة و التدويل، وتأثير تكنولوجيا المعلومات على الفرد سياسيا و اجتماعيا و ثقافيا . *مفهوم الفجوة الرقمية و مستوياتها ** مفهوم الفجوة الرقمية :ـ لقد أصبح تعبير الفجوة الرقمية شائعا خلال السنوات القليلة الماضية و هو تعبير يستخدم للدلالة على تلك الهوة الفاصلة بين الدول المتقدمة و الدول النامية فى النفاذ الى مصادر المعلومات و المعرفة و القدرة على استغلالها. و لقد ظهر هذا المصطلح على مستوى محلى فى البداية حيث كانت نشأته فى الولايات المتحدة الامريكية عام 1995م بصدور تقرير وزارة التجارة الامريكية الشهير بعنوان (السقوط من فتحات الشبكة ) و لكن سرعان ما اتسع المفهوم متجاوزا النطاق المحلى لينتشر استخدامه عالميا و يصبح بديلا جامعا من منظور معلوماتى لطيف الفوارق بين العالم المتقدم و العالم النامى و بين أقاليم العالم المختلفة . و يمكن القول أن هناك ثلاثة تعريفات للفجوة الرقمية من حيث مدى تغطيتها لدورة اكتساب المعرفة :1 ) تعريف ضيق : ـ يحصر مفهوم الفجوة الرقمية فى النفاذ الى مصادر المعرفة من حيث توفر البنى التحتية اللازمة للحصول على موارد المعلومات و المعرفة بالوسائل الآلية أساسا دون اغفال الوسائل غير الآلية من خلال التواصل البشرى ، لذا يركز هذا التعريف على الفارق بين مدى توافر شبكات الاتصال و وسائل النفاذ اليها و عناصر ربطها بالشبكات العالمية و على رأسها الانترنت . 2) تعريف أوسع : ـ يشمل بجانب النفاذ الى مصادر المعرفة استيعابها من خلال التوعية و التعليم و التدريب و توظيفها اقتصاديا و اجتماعيا و ثقافيا .3) تعريف أشمل : ـ و هو يغطى النطاق الكامل لدورة اكتساب المعرفة ليشمل أيضا توليد المعرفة الجديدة من خلال مؤسسات البحث و التطوير و كذلك فى مؤسسات الانتاج و الخدمات . وتبرز الفجوة الرقمية من منظور التنمية الشاملة كفجوة مركبة تطفو فوق طبقات متراكمة من فجوات عدم المساواة تصب فيها بصورة أو بأخرى ، والتى تشمل : الفجوة العلمية والتكنولوجية ، الفجوة التنظيمية والتشريعية ، فجوات الفقر وتضم فجوات الدخل والغذاء والمأوى والرعاية الصحية و التعليم والعمل ، فجوات البنى التحتية بسبب غياب السياسات وعدم توافر شبكات الاتصالات و القصور فى تأهيل القوى البشرية . و يشهد هذا العصر انتشار منتجات الثورة التكنولوجيا الرقمية على نطاق واسع بما بطلق عليها منتجات الترقيم أو الرقمنة Digitalization، و تأتى هذه التسمية من التغير الجذرى فى طريقة التعامل مع المعلومات فى الحاسبات الألكترونية بالأنتقال من الأسلوب التناظرى analogue الى الأسلوب الرقمى Digital ، والذى سمح بتحسين الكفاءة والسرعة والسعة فى مجال تمثيل البيانات و حفظها وتداولها ، وتمثل هذا الانتشار فى اقتناء الحاسبات، الهواتف العادية والمحمولة والاتصال بشبكة الشبكات العالمية الانترنت . كما تثير الفرضية الخاصة بفجوة المعرفة قلقا مشابها ومساويا فيما يتعلق بتأثيرات تكنولوجيا المعلومات حيث أن هذا المدخل يميز بين الأثرياء بالمعلومات information rich والفقراء فى المعلوماتinformation poor وبالطبع فان المجتمعات التى تتسم بالثراء المعلوماتى هى التى تتمتع بمستويات عالية و متميزة من التعليم وتستطيع الوصول الى مصادر المعلومات مثل المكتبات وأجهزة الكمبيوتر المنزلية المتصلة بشبكات المعلومات فى حين أن المجتمعات التى تعانى الفقر المعلوماتى تحصل على مستويات متدنية من التعليم والوصول الى مصادر المعلومات وتميل الى ان تكون فقيرة أيضا من الناحية الأقتصادية. وتقول هذه الفرضية أن تقديم تكنولوجيا جديدة فى مجال المعلومات سوف يفيد كلا النوعين من المجتمعات الا أنها سوف تفيد أثرياء المعلومات بدرجة أكبر نظرا لتمتع أثرياء المعلومات بالمزايا التى تساعدهم على أن يتسيدوا التكنولوجيا الجديدة ويتفوقون فى استخدامها بشكل أسرع، وهذا يعنى أن الفجوة بين الأغنياء والفقراء سوف تتسع بشكل ملحوظ بمرور الوقت بما قد يؤدى الى خلق مجتمع مكون من طبقتين layered society ـtwo دون وجود طبقة وسطى، وثمة عوامل آخرى بالاضافة الى تكنولوجيا المعلومات مثل حالة الكساد الطويلة وانخفاض معدلات التعليم المجانى والضرائب المتزايدة قد تكون مسئولة عن ترسيخ هذا الاتجاه . | |
|
أ / محسن غريب
عدد المساهمات : 601 تاريخ التسجيل : 05/07/2009 العمر : 55
| موضوع: رد: الفجوه الرقميه السبت أبريل 17, 2010 4:55 am | |
| | |
|