غبار بركان آيسلندا يوقف الملاحة الجوية في أوروبا لليوم الثالث
السبت, 17 أبريل 2010
لندن، باريس – رويترز، أ ف ب
أغلق عدد كبير من البلدان الأوروبية المجال الجوي لليوم الثالث على التوالي اليوم (السبت) بسبب انتشار سحب ضخمة من الغبار الناجم عن ثورة بركان في آيسلندا والتي سببت أسوأ موجة من الفوضى في حركة النقل الجوي منذ هجمات 11 ايلول (سبتمبر)عام 2001. ومع انتشار السحب شرقاًً أعلنت روسيا البيضاء إغلاق مجالها الجوي فيما قال مسؤولو طيران أن أوكرانيا أغلقت مطار كييف ومطارات أخرى.
وامتد نطاق شلل حركة النقل الجوي إلى آسيا إذ ألغيت عشرات الرحلات الجوية المتجهة إلى أوروبا وبذلت الفنادق من بكين إلى سنغافورة جهوداً مضنية لاستيعاب آلاف من الركاب المتخلفين عن رحلاتهم.
وأعلن مسؤولو طيران بريطانيون تمديد إغلاق المجال الجوي في بريطانيا حتى الساعة 2400 بتوقيت جرينتش على الأقل اليوم من جراء المخاطر الناجمة عن سحب الرماد البركاني.
وتهدد سحب الرماد العالقة في طبقات الجو العليا بإتلاف محركات الطائرات، وهو ما سيكبدها خسائر بمئات الملايين من الدولارات.
وظلت المطارات في بريطانيا وفرنسا والمانيا وهولندا والدنمرك مغلقة، فيما تم تعليق الرحلات الجوية في المجر ومناطق من رومانيا.
وقالت شركة الطيران الهولندي (كي ال ام) أنها ألغت جميع رحلاتها من والى مطار سخيبهول بامستردام اليوم.
إلى ذلك، قالت ناطقة باسم فريق الرئيس الأميركي باراك أوباما ان الأخير ما زال مصمماً على السفر إلى بولندا للمشاركة في تشييع الرئيس ليخ كاتشينسكي المقررة غداً (الأحد).
ونقلت الإذاعة الهولندية عن كاثرين ماكورميك ليليفيلد اليوم انه على الرغم من سحابة الرماد البركانية التي تغطي معظم أجزاء أوروبا، إلاّ أن الرئيس أوباما مصمم على المشاركة في الجنازة.
وأشارت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية إلى أن الغبار البركاني القادم من ايسلندا واصل انتقاله باتجاه جنوب فرنسا ويفترض ان يصل مساء إلى جبال البيرينيه والبحر المتوسط.
وقالت هيئة الطيران الايرلندية أنها ستغلق مجالها الجوي حتى الساعة 1700 بتوقيت جرينتش اليوم، بعد أن فتحته أمس ذلك أن معاودة سحب الرماد البركاني الظهور في سماء أيرلندا.
من جهته قال المتحدث باسم مطار تشانجي ايفان تان لـ"رويترز" انه في سنغافورة، وهي نقطة الالتقاء الرئيسية للرحلات الجوية المتجهة إلى أوروبا تم إلغاء 22 رحلة جوية اليوم.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميريكية (البنتاجون) أن الجيش الأميريكي اضطر إلى إعادة تغيير مسار عدة رحلات جوية بما في ذلك رحلات إجلاء الجرحى من أفغانستان والعراق.
وقال متحدث باسم هيئة الطيران المدني البريطانية المسؤولة عن مراقبة الطيران في بريطانيا:"اعتقد أنه من المحتمل أن أوروبا تواجه أكبر اضطراب في حركة النقل الجوي منذ هجمات 11 سبتمبر... هذه أسوأ من الفترة التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر لجهة إغلاق المجال الجوي".
وأغلق المجال الجوي في الولايات المتحدة لمدة ثلاثة أيام في أعقاب هجمات 11 سبتمبر عام 2001 على واشنطن ونيويورك واضطرت جميع شركات الطيران الأوروبية إلى وقف رحلاتها عبر الأطلسي.
وقال الاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا) أن التعطل الناجم عن انبعاث الغبار البركاني في آيسلندا يكلف شركات الطيران أكثر من 200 مليون دولار يومياًًً.
ويقول خبراء اقتصاديون أنهم لا يعتقدون أن سحب الركام ستؤثر بدرجة كبيرة على إبطاء الانتعاش الاقتصادي في أوروبا كي تخرج من حالة الكساد إلا إذا استمرت بضعة أسابيع لتهدد شبكة الإمدادات الخاصة بالمصانع.
ويقول علماء البراكين أن الغبار البركاني قد يسبب مشكلات لحركة النقل الجوي لمدة قد تصل إلى ستة أشهر إذا استمرت ثورة البركان ولكن حتى إذا كان الثوران قصير الأجل فان الآثار المالية على شركات الطيران قد تكون جمة.
وتأثرت أسهم شركات الطيران أمس بسبب التداعيات الناجمة عن توقف حركة الطيران حيث هبطت أسهم "لوفتهانزا" وشركة الخطوط الجوية البريطانية (بريتش ايروايز) وطيران برلين و"آير فرانس" و"كيه ال ام" و"ايبريا" بنسب تتراوح بين 1.4 و3.0 في المئة.
وألغت الخطوط الجوية الايرلندية (ريان اير) وهي أكبر شركة طيران منخفضة التكاليف في أوروبا كل الرحلات من والى دول شمال أوروبا حتى الساعة 1200 بتوقيت جرينتش من يوم الاثنين.
وقال المتحدث باسم شركة دلتا اير لاينز أنتوني بلاك اكبر شركات الطيران في العالم أن الشركة ألغت 75 رحلة بين الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي أمس.
وقال رئيس عمليات الشبكة في المنظمة الأوروبية لسلامة الملاحة الجوية (يوروكنترول) جو سولطانا أن الوضع لم يسبق له مثيل. وقال "ندرك التأثير الاقتصادي على كل من شركات الطيران والاقتصاد الأوروبي بوجه عام لكن السلامة تأتي أولاً".
وبدأ البركان ثورته يوم الأربعاء للمرة الثانية خلال شهر من تحت النهر الجليدي ايافيالايوكول. وتسببت تلك الثورة في تصاعد الغبار البركاني لارتفاع بين ستة كيلومترات و11 كيلومترا في الجو.
وقال مسؤولون ان البركان لا يزال يلقي بحممه وسوف يستمر الغبار في التصاعد في سموات أوروبا رغم أن ثوران البركان قد يهدأ في الايام القادمة.
ويحتوي الغبار البركاني على حبيبات ضئيلة من الزجاج والصخور المفتتة التي يمكن ان تتلف محركات الطائرات وهياكلها.
وكانت محركات طائرة تابعة لشركة بريتش ايروايز توقفت عن العمل عام 1982 عندما حلقت في سحابة غبار فوق اندونيسيا وانزلقت باتجاه الارض قبل أن تتمكن من تشغيل محركاتها مرة أخرى.
ودفع هذا الحادث الشركات العاملة في صناعة الطائرات الى اعادة التفكير في الاستعدادت للتعامل مع سحب الغبار البركاني.
وعلاوة على المشكلات في النقل الجوي حذر مسؤولو صحة من أن الغبار البركاني قد يكون ضارا أيضا بالنسبة لمن يعانون من مشكلات في التنفس.
ولكن نقمة النقل الجوي كانت نعمة لشركات نقل أخرى. وعملت جميع قطارات شركة يوروستار التي تربط بريطانيا وأوروبا وعددها 58 قطارا بكامل طاقتها لتنقل حوالي 46500 راكب وقالت متحدثة باسم الشركة انهم قد يفكرون في اضافة خطوط أخرى.
وقالت شركة أديسون لي لسيارات الاجرة في لندن انها تلقت طلبات لرحلات الى باريس وميلانو وزوريخ وسالزبورج في النمسا