نبذة عن قيام الليل
وفضله===
قال تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} [الزمر:9].
وحث النبي على قيام الليل ورغّب فيه، فقال عليه الصلاة والسلام: {عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم،ومطردة للداء عن الجسد } [رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني].
عن أبي ذر : قال (( لو أردت سفرا أعددت له عدة ؟ قالوا : نعم .. فقال :
فكيف سفر طريق يوم القيامة ؟ ألا أنبئك بما ينفعك ذلك اليوم ؟ قال : بلي بأبي وأمي ..
قال : صم يوما شديد الحر ليوم النشور .. وصلي ركعتين في ظلمة الليل لوحشة القبور .. وحج حجة لعظائم الأمور .. وتصدق بصدقه علي مسكين .. أو كلمة حق تقولها أو كلمة شر تسكت عنها ))
وعن قول لأبن المنكدر :-
(( ما بقي من لذات الدنيا ألا ثلاث :
- قيام الليل
- ولقاء الأخوان
- والصلاة في الجماعه .
******
طرق قيام الليل
يقول الحق سبحانه وتعالي :
( يا أيها المزمل . قم الليل الا قليلا . نصفه أو أنقص منه قليلا أو زد عليه . ورتل القرآن ترتيلا . انا سنلقي عليك قولا ثقيلا . أن ناشئة الليل هي أشد وطأة وأقوم قيلا . ان لك في النهار سبحا طويلا . وأذكر أسم ربك وتبتل اليه تبتيلا . رب المشرق والمغرب . لا اله ألا هو فأتخذه وكيلا )
أولا :
يأمر سبحانه وتعالي نبيه محمد صلي اله عليه وسلم أن يقوم الليل الا قليلا وبين المقدار الذي يقومه فقال :-
- نصفه أو أنقص من النصف قليلا حتي يصير ثلثا مثلا
- أو زد علي النصف قليلا حتي يبلغ الثلثين .
ثانيا :
وترتيل القرآن هو تلاوته علي مهل وتدبر .. ولذا نهي عبد الله بن مسعود عن التعجيل في القراءة وقال :- ( لا يكن هم أحدكم آخر السورة ) .
فيجب أن نستشعر ونتدبر :-
- عند آيات الذكر : يستشعر مقام الله وماله من هيبه فيخشع ويرق ويلين .
- عند آيات الحساب : يستشعر معاني المسئوليه بين الله .
- عند آيات العذاب : أطلت عليه من خلاله ألسنة جهنم بشهيقها وزفيرها وأصطراخ الأشقياء فيها فهلع فؤاده وأعاذ بالله سبحانه وتعالي منها .
- وعند آيات النعيم : مادت أمامه أغصان الجنه وجرت من تحتها أنهارها العذبه وهبت عليه نسمتها المنعشه وسرت في أعماقه نفحات من روح وريحان .. فثارت أشواقه الي ما عند الله .
وبذلك عند الوقوف بكل أيه يصغي الي صداها في نفسه رجا أن ينشق له من ذلك نور ينير بصيرته ويلين قلبه ويحيي نفسه ..
وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :-
(( يؤتي بقارئ القرآن يوم القيامه فيوقف في أول درج الجنه .. ويقال له : أقرأ وأرق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا... فان منزلتك عند أخر آيه تقرؤها))
ثالثا :-
والقرآن يدل علي أن قيام الليل علي ما وصفه الله سبحانه وتعالي - هو زاد .. خير زاد وأعداد . فالليل للقيام والنهار للتسبيح والدأب الطويل .
رابعا :-
أما التبتل فهو أنقطاع القلب الي الله ..أن لا يشرق علي صفحة القلب ومرآته الا نور وجهه عز وجل وحده لا شريك له .
حينئذ تكون قد أخلصت له من نفسك فلا حياتك ودنيتك لهم قيمه لك ..
*****
وحتي يكون قيام الليل ميسورا
1- عدم الأكثار من الأكل والشرب فيغلب النوم ويثقل عليك القيام ليلا .
2 - لا تتعب نفسك بالنهار في الأعمال التي تعيي الجوارح وتضعف الأعصاب فذلك اجلاااب للنوم .
3 - لا تترك قيلولة النهار فأنها سنة للآستعانه علي قيام الليل .
4 - لا ترتكب الأوزار بالنهار فذلك يعمل علي قسوة القلب ويحول بينك وبين أسباب الرحمة بتفكيرك أنك لا نفع منك فأستعذ بالله من الشيطان الرجيم
5 - سلامة القلب من الحقد والخرافات والبدع وهموم الدنيا .
6 - خوف يلزم القلب مع قصر الأمل والتفكير في الله دوما وكيفية أرضاءه وفي أهوال الأخرة .
وأخيرا وليس أخرا قال الفضيل بن عياض :-
(( أذا غربت الشمس فرحت بالظلام لخلوتي بربي .. وأذا طلعت الشمس حزنت لدخول الناس عليّ )) .
تمت
ولكم مني كل تحية ...